تمثل تقنية سلاسل الكتل تحولًا جذريًا في البنية التحتية الرقمية لقطاع التأمين، إذ توفر سجلًا موزعًا وآمنًا يصعب التلاعب به، مما يعزز الشفافية والثقة بين جميع الأطراف المعنية. أظهرت التطبيقات العملية لهذه التقنية قدرتها على تقليص أوقات تسوية المطالبات، وتقليل معدلات الاحتيال، وتحسين كفاءة العمليات الإدارية من خلال الأتمتة والعقود الذكية ، كما تُمكّن سلاسل الكتل شركات التأمين من جمع وتحليل بيانات المطالبات بشكل أكثر دقة وفعالية، مما يسهم في بناء نماذج تسعير أكثر إنصافًا واستجابة سريعة للمخاطر المستجدة. ومع أن تطبيقها لا يزال في مراحله الأولى في العديد من الأسواق، إلا أن المؤشرات المبكرة تشير إلى جدوى الاستثمار في هذه التقنية على المدى الطويل، سواء في تحسين جودة الخدمة أو في خفض التكاليف التشغيلية. تظهر النتائج أن توظيف تقنية سلاسل الكتل في وثائق تأمين الحريق والسطو للمشروعات الصغيرة والمتوسطة يوفر قدرًا كبيرًا من الشفافية والأمان مما يعزز القدرة على تقليل الاحتيال وتسريع إجراءات تسوية المطالبات. يوضح نموذج السجل الكتلي التجريبي كيف يمكن تضمين حقل “أيام التسوية” ضمن كل كتلة، مما يتيح ربط هذه المعلومة بشكل آمن بكل مطالبة. كما تدعم المؤشرات الكمية المستخلصة (مثل نسبة المطالبات والخسارة) إدارة المخاطر المستمرة. تتفق الدراسات على أن اعتماد هذه التقنية يؤدي إلى تحسين الكفاءة التشغيلية وتخفيض التكاليف وزمن المعاملات . من ثم، فإن تطبيق سلسلة الكتل في قطاع التأمين يعزز ثقة جميع الأطراف المعنية ويشكل خطوة نوعية نحو نظام أكثر أمانًا وفاعلية في تسوية المطالبات التأمينية. وفى النهاية نجد إن تبني سلاسل الكتل في قطاع التأمين لا يجب أن يُنظر إليه كخيار تقني فقط، بل كرافعة استراتيجية لإعادة تعريف منظومة الثقة والتكامل في صناعة تواجه تحديات متزايدة في عصر البيانات والمخاطر الرقمية.