أثر أزمة کورونا على سلاسل القيمة العالمية:استراتيجية جديدة وفرص وتحديات للدول النامية

المؤلف

أستاذ الاقتصاد ورئيس قسم الاقتصاد والمالية العامة بکلية التجارة جامعة طنطا

المستخلص

شهد الاقتصاد العالمي منذ النصف الثاني من عقد التسعينات من القرن العشرين تطورات واضحة في تقسيم العمل الدولي، وأنماط التجارة الدولية، وتعد سلاسل القيمة العالمية من أبرز تلک التطورات التي ازداد فيها نصيب السلع والخدمات الوسيطة، التي تخضع لسيطرة الدول المتقدمة. وتتضمن سلاسل القيمة العالمية تجزئة لجميع مراحل المنتج ، لما قبل وما بعد التصنيع عبر شرکات ودول عديدة، وتسيطر الشرکات متعددة الجنسيات على سلاسل القيمة العالمية. ومع نمو العولمة الاقتصادية ازدادت سيطرة سلاسل القيمة العالمية على التجارة الدولية، کما ازداد النصيب النسبي للدول المتقدمة من تلک السلاسل. ومع حدوث أزمة کورونا واجهت سلاسل القيمة العالمية ضغوطاً غير مسبوقة في جميع أنحاء العالم، حيث تعطلت أغلبها وازدادت الخسائر بها، مما دفعها الى اعادة النظر في الاستراتيجية المستخدمة، والدول المشارکة.
 وتسعى الدراسة الحالية من خلال استخدام المنهج التحليلي والاستقرائي الى اکتشاف أثر أزمة کورونا على سلاسل القيمة العالمية من خلال استعراض وتحليل الملامح العامة للاستراتيجية الجديدة لتلک السلاسل في ظل أزمة کورونا وما بعدها، وتحليل أهم الفرص المتاحة للدول النامية للمشارکة في تلک السلاسل في ظل أزمة کورونا وما بعدها، وأهم التحديات المصاحبة لتلک المشارکة. وتوضح نتائج الدراسة أن سلاسل القيمة العالمية غيرت من استراتيجيتها واعتمدت على مبادئ جديدة أهمها المرونة وسلاسل القيمة المستدامة والشاملة والبعد الاقليمي عن الدولي. کما أن هناک فرصاً جديدة لمشارکة الدول النامية، الا أنها تتطلب شروطاً هامة تمثل تحديات يجب التغلب عليها. وتوصي الدراسة بضرورة التحول للاقتصاد الرقمي والتجارة الالکترونية، زيادة التحرير، وتبني معايير الجودة والسلامة لزيادة مشارکة الدول النامية في تلک السلاسل.

الموضوعات الرئيسية