جودة التقارير المالية العوامل المؤثرة و وسائل القياس : دراسة ميدانية في بيئة الأعمال المصرية

المؤلف

اکاديميه السادات للعلوم الاداريه

المستخلص

في سياق الاهتمام المتزايد من جانب الأبحاث والدراسات البحثية في العديد من بلدان العالم بقضية جودة التقارير المالية خلال السنوات الأخيرة جاء هذا البحث ليتم من خلاله محاولة تحديد الإطار العام للعوامل المؤثرة في جودة التقارير المالية وکيفية قياسها، وموقف مستخدمي التقارير المالية في البيئة المصرية من هذه العوامل وتلک المقاييس، ولقد انتهى البحث إلى مجموعة من النتائج لعل من أهمها ما يلي: (1) ما زالت قضية جودة التقارير المالية في حاجة إلى مزيد من الدراسات حول مختلف جوانبها، حيث تشير الدراسات إلى وجود مساحة کبيرة من الاختلاف أحيانا، ومن الاتفاق أحيانا أخرى حول بعض القضايا الفرعية المرتبطة بها، ولعل أهم ما يؤکد ذلک أن الدراسات السابقة لم تتفق حتى الآن على مفهوم محدد لجودة التقارير المالية أو المقياس الأفضل لقياسها. (2) وفقاً للدراسات السابقة يمکن التفرقة بين أربعة اتجاهات عند الحديث عن مفهوم جودة التقارير المالية حيث ترى بعض الدراسات أن مفهوم جودة التقارير المالية يرتبط بمدى ما تقدمه من معلومات تفيد متخذي القرارات خاصة في مجال التنبؤ بالتدفاقت النقدية من الأنشطة التشغيلية، ومنها من يرى أن مفهوم الجودة يرتبط بمدى توافر مجموعة من الخصائص فيما تقدمه التقارير المالية من معلومات ومن أبرز هذه الخصائص الملاءمة وإمکانية الاعتماد والتغذية العکسية وغيرها من الخصائص، وبالإضافة إلى ذلک فإن هناک مجموعة أخرى من الدراسات ترى أن التقارير المالية تکون أکثر جودة کلما جاء إعدادها التزاما بتطبيق معايير المحاسبة من ناحية والتشريعات القانونية من ناحية أخرى، وبخلاف ذلک فإن هناک اتجاه کبير يربط بين جودة التقارير المالية وظاهرة إدارة الأرباح، ومع ذلک فإن المؤکد حتى الآن ووفقاً لهذه الدراسات أن مفهوم جودة التقارير المالية ما زال مفهوما غامضا. (3) تناولت الدراسات السابقة العديد من العوامل التي يمکن أن تؤثر في جودة التقارير المالية، رغم تغدد هذه العوامل بتعدد الدراسات التي تناولتها إلا أن أهم ما يؤخذ على هذه الدراسات أنها تناولت هذه العوامل بشکل فردي وليس في إطار متکامل ولقد انتهى الباحث – استنادا إلى الدراسات السابقة – إلى أن هناک تسعة عوامل يمکن أن تؤثر في جودة التقارير المالية وهي: مدى الالتزام بمعايير المحاسبة الدولية، مدى الالتزام بمعايير المحاسبة المحلية، مدى تطبيق الآليات المختلفة للحوکمة، طبيعة البيئة التشريعية، حجم الشرکة، قيام الإدارة بإعداد تقرير ربع سنوي عن مدى فعالية هيکل الرقابة الداخلية، قيام المراجع بإعداد تقرير عن رأي فيما ذهبت إليه الإدارة في تقريرها عن فعالية هيکل الرقابة الداخلية، الاحتراف المحاسبي، ومدى توافر دليل لأخلاقيات العمل ومدى الالتزام به من جانب منظمات الأعمال. (4) تشير الدراسات السابقة إلى وجود مجموعة مختلفة من مقاييس جودة التقارير المالية، ومنها مستوى عمليات إدارة الأرباح الذي تنطوي عليه التقارير المالية وفي معظم الدراسات تم استخدام مستوى الاستحقاق غير العادي مؤشرا على مستوى تلک العمليات، ومن المقاييس الأخرى لجودة التقارير المالية مدى إعادة إعداد تلک التقارير، وما إذا کان قد تم إعدادها وفقاً للخصائص النوعية للمعلومات أم لا؟ (5) يعتبر الاحتراف المحاسبى من أبرز الاتجاهات الحديثة في مجال جودة التقارير المالية وهو يتطلب ضرورة الترکيز على الممارسة المحاسبية، وتنمية مهارات المحاسب، والاهتمام بتنفيذ القوانين. (6) تشير نتائج الدراسة الميدانية إلى وجود علاقة إيجابية بين جودة التقارير المالية والعوامل التسع التي انتهى إليها الإطار النظري للبحث وقد جاء الاحتراف المحاسبي في المرتبة الأولى من حيث أهميته النسبية في التأثير على جودة التقارير المالية سواء من وجهة نظر مجموعتي الدراسة أو من وجهة نظر العينة الکلية. (7) أشارت نتائج الدراسة الميدانية أيضاً إلى وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين آراء مجموعتي الدراسة فيما يتعلق بالأهمية النسبية لجميع العوامل التسع فيما عدا الاحتراف المحاسبي وتطبيق معايير المحاسبة الدولية والمصرية حيث جاءت الفروق الإحصائية لهذه العوامل الثلاث غير دالة إحصائيا وهو ما يؤکد أن الاتفاق بين مجموعتي الدراسة حول أهمية هذه العوامل کان اتفاقا کبيرا. (8) بينما ترى مجموعة البنوک أن مستوى عمليات إدارة الأرباح هو المقياس الأفضل لجودة التقارير المالية، فإن مجموعة شرکات السمسرة ترى أن المقياس الأفضل هو أن تستوفي التقارير المالية الخصائص النوعية للمعلومات التي استقرت عليها الجهات المهنية الدولية.